يحدد هوسرل مثاليته بـ[الترنسندنتالية الفنومنولوجية]، وهو تعبير لا تكتسب فيه كل كلمة معناها إلا من خلال علاقتها الأساسية بالأخريات، فهوسرل يدقّق في معناها، إذ هي مثالية ترنسندنتالية ويضبط اختلافها النوعي فهي فنومنولوجية. ولذلك نفهم لم نبّه إلى أنه لا يقصد بمثاليته مجرد تكرار لتحديدات كانط لها كما ظهرت خاصّة في مستوى [المغالطة الرابعة] من كتاب نقد العقل المحض. فالمثالية الفنومنولوجية ليست نظرية في قطاع خاص من الوجود، لأن الوجود عنده لا ينقسم إلى وجود في ذاته، ووجود فينا، ولأن المثالية ينبغي أن تكون بحكم طابعها الترنسندنتالي، نظرية كلية في الوجود، إنها نظرية في الوجود كله تتأسس على مبدأ وصف تقومه وتفسيره. فنموذج المثالية أو وجهها الأساسي يتحدد بالتقوّم، فهي مثالية مقوّمة. ولذلك فإن مسائلها هي من مسائل التقوّم، فهي تتأسس على أطروحة أن كل ما يوجد يتقوّم في الوعي وله، وأن أي وجود خارج الوعي هو عدم أو لا معنى.
 

كتابة تعليق

انتبه: لم يتم تفعيل اكواد HTML !
    رديء           ممتاز
التحقق

ادموند هسرل ... الفنومونولوجيا والمسألة المثالية

  • دار النشر : دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع
  • المؤلف : محسن الزارعي
  • ISBN :
  • عدد الصفحات : 328
  • سنة النشر : 2010
  • عدد المجلدات : 1
  • نوع الغلاف : غلاف
  • حالة التوفر : متوفر
  • الوزن : 0.00000000
  • الأبعاد : X 14.00000000 X 21.00000000
  • $11.00

  • السعر بدون ضريبة : $11.00