هي رحلة إلى قاع الخراب الذي تتقاطع فيه حيوات بطلي الرواية، إلهام ونشوان: خراب اليمن، خراب الواقع العربي الذي تهيمن عليه ثقافة باطرياركية ظلامية مستبدة...

بطلاها إنسانان جميلان رهيفان ورسما بميكروسكوبية فنية دقيقة لا يمكن للقارئ إلا أن يقع أسير عشقهما. حياتهما التي تنتقل بين عوالم يمنية وعربية وغربية مختلفة (رسمت علاقتهما بها بنفس الحساسية الفنية الرهيفة) تدور بغموض في فلك سر غامض لا ينبلح إلا بعد دهر من السعادة والآلام الغامضة، حين يقرأ نشوان هذه الكلمات:

" في الثانية من عمري، أو ربما الخامسة، لا أستطيع القطع في ذلك، بدأت عذاب جهنم! لا أستطيع، بين هاتين السنتين، تحديد اللحظة التي انكسرت فيها حياتي إلى الأبد!

أسألك العذر! لأن هذه الكلمات، المخضبة بألم مترسب نتن، تصل إلى قلمي وحدها، دون تفكير. تصعد دون استئذان من قاع الذاكرة التي جاهدت طويلاً لطمسها. هي وحدها أصدق مستهل لقصة حياتي!. وُلدت في 14 أغسطس 1965 قرية ثُلا.."