تقدير الميزانية وحركة النقد هي أمور يظن أنها فقط في اختصاص المحاسبين وأنها بعيدة عن التسيير اليومي للتجارة والأعمال. ولكن هذا غير صحيح لأن تقدير الميزانية يعتمد كلياً وبشكل تقريبي على فهم واضح وواقعي لكيفية عمل المؤسسة التجارية أو غيرها من مؤسسات الأعمال، ويبقى الباقي مجرد عمليات حسابية. هذا وإن التحكم بسير المؤسسة ومعرفة القرارات التي يجب اتخاذها بشكل مسبق هما من العلامات الأساسية للمدير الناجح وغالباً ما يؤدي التقدير غير الملائم للميزانية إلى قرارات انفعالية تدلّ على ضعف وقصر نظر، وبالتالي يؤدي ذلك إلى فشل أعمال تلك المؤسسة.
هذا وإن تلك التقديرات المالية لا تستهلك الكثير من الوقت وستكون فائدتها كبيرة. وهذا الكتاب يعرض لأصول تحضير الميزانيات الناجحة والتي شرحها المؤف ضمن فصول ستة: تناول الفصل الأول نظرة عامة في هذا المجال، وتحدث الفصل الثاني عن استعمالات تقديرات الميزانية وحركة النقد، الثالث تناول تحضير التقديرات، الفصل الرابع تناول فئات التكاليف في تقدير الميزانية، وتكلم الفصل الخامس عن بنية تقدير الميزانية وحركة النقد، وتناول الفصل السادس إدخار أرقام التقديرات. تناول المؤلف كل ذلك من خلال أسلوب مبسط تجنب فيه، حيثما أمكن، استعمال الكلمات الاقتصادية الصعبة واستبدلها بالكلمات اليومية المتداولة في التفسير دون الخروج عن قاعدة الوضوح مع بعض الاستثناءات طبعاً.