أظهرت الأبحاث بأن الأشخاص الذين يمارسون رياضات التحمل يتمتعون بصحة أوفر ويعيشون حياةً أطول وأكثر متعة. ويعتبر المشي واحداً من أنواع الرياضة التي تشتمل على درجة قصوى من التحمل. إنه في الواقع رياضة يومية مثالية، لأنه يشكل شكلاً طبيعياً من أشكال الحركة بالنسبة إلى جسم البشري. ويحافظ المشي بانتظام على صحة الجسم والعقل والروح ولياقتها، كما يزيد من مرونة الإنسان ويحسن وضعه العاطفي، وكل ذلك بلطف وفاعلية.
ولا يخضع المشي لأي ضغط داخلي أو خارجي في الأداء، كما أنه لا يمت بصلة إلى الرياضات العالمية الأداء، كما هو الأمر مع الرياضات التنافسية. بل يختبر لذة الحركة عبر المشي الروتيني النشيط. ويشكل المشي تدريباً تكييفياً ممتازاً، وربما كان هذا هو السبب الذي جعل منه الرياضة الأكثر شعبية. فهو يحسن الصحة والإحساس بالراحة مع كل خطوة، ويساعد المتمرن على بلوغ القوام الذي يرتاح إليه، وهو أمر شديد الأهمية.
يناقش هذا الكتاب موضوع المشي على أسس علمي ويقدم للقارئ كل ما يحتاج إلى معرفته لكي يتمكن من المشي بطريقة سليمة، ويشعر بالمتعة أثناء ذلك، كما ويقدم حقائق مثيرة للاهتمام عن تأثير المشي على الصحة والمزاج، وعلى القلب والدورة الدموية والعضلات والمفاصل، كما ويتضمن اختباراً للتقييم الذاتي، وهذا يساعد ممارس رياضة المشي على قياس مستوى لياقته البدنية بشكل صحيح، هذا فضلاً عما يعرضه من تمارين لتسخين العضلات، وأخرى لضبط التنفس ولشد الجسم... كما ويحتوي الكتاب على برامج متعددة، منها مخصص للمبتدئين وأخرى للمشاة الأكثر تقدماً، وأخرى للمشاة الرياضيون، هذا إلى جانب برنامج مخصص لمن هم من فترة النقاهة، أو لمن هم فوق عمر السبعين سنة، أو لمن يرغبون بتخفيف وزنهم بواسطة المشي والتغذية السليمة.