هذا الكتاب هو ليس قصة ولا رواية ولا هو سيرة ذاتية مباشرة كما هو المعتاد.. إنه سجل وثائقي حقيقي اعتمد أسلوب الحكاية.. بلغة بسيطة مباشرة عن سيرة رجل خرج من رحم الأمية والفقر والظلام إلى عوالم شاسعة أخرى لم توهب له ولم يرثها ولكنه صنعها بيده.. وتتميز شخصية صاحب هذا الكتاب بأنه كان هو لا غير المربي لذاته والنتاج لتربيته.. وأن ما تحقق له -بعد الله- كان ضرب من ضروب المستحيل.. فلم يكن له مربي أو موجه إلا ذاته.. فقد أمه عند الولادة.. وفقد والده وهو في سن الثانية عشرة من عمره.. وعاش في بيئة فقيرة أمية أقصى ما يتطلع له ساكنها أن يكون موظفا ليعيش.. إلا أنه كان مختلفا.. مر بالكثير من التحولات والتحديات في حياته معتمدا فقط على قدراته الفكرية والذهنية للوصول إلى ما وصل إليه.. تجاوز الصعوبات وحطم العقبات في طريقه نحو الصعود.. كان طالبا وموظفا وصحافيا في آن واحد.. وعندما أصبح استاذا في الجامعة تطلع إلى خارج أسوارها ليس فقط بحثا عن المال والمكانة وإنما لرغبته أن يكون له دور في الحياة العامة على مستوى الوطن.. فكان له ذلك.