مع الجزء الثاني من هذه السلسلة، يدرك القارئ أهمية المساحة الواسعة التي يُفردها روبرت فيسك لتغطية ما يجري على سطح الأرض من حروب ومذابح: من يقف وراءها، من يموِّلها، من يعتّم عليها ومن يضيء؟
تحسب للوهلة الأولى أنّه يستعرض مذبحة من هنا ومحرقة من هناك، ينقل حديثاً لشاهد عيان أو تصريحاً لرئيس منظمة أو زعيم بلد؛ وسرعان ما تكتشف أنه متماسك الأفكار إلى الحدود القصوى وأنه يديرها بدقة لا توصف، مشيراً إلى أن اليد الخفية واحدة، والخيوط مربوطة بذكاء، لتحريك الأحداث في مناطق قد تبعد إحداها عن الأخرى آلاف الأميال.
