الكتاب الذي بين يديك هو محاولة لبلورة خيار الإصلاح الوطني في أبعاده الفكرية والثقافية والسياسية. وهو يتوزع إلى ثلاثة فصول: الفصل الأول بعنوان: التجديد وآفاق الإصلاح، ويناقش الجذور الدينية والثقافية والمنهجية الذي يستند عليها مشروع الإصلاح. كما أنه يصل إلى قناعة أساسية وهي: أنه لا يمكن أن ننجز مفهوم الإصلاح السياسي بدون الإصلاح الديني والفكري والثقافي.
والفصل الثاني بعنوان: التعددية ومتطلبات الوحدة. وهو يتمحور حول فكرة جوهرية وهي: أن الاعتراف بالتعددية بكل مستوياتها وأشكالها، لا يناقض فريضة ومطلب الوحدة. بل إن الوحدة الصلبة، لا يمكن أن تبنى إلا في ظل الديمقراطية والاعتراف الكامل والتام بكل التنوعات والتعدديات المتوفرة في فضاء المجتمع والوطن.
والفصل الثالث بعنوان: المواطنة الحقوق والواجبات، وفيه أن الإصلاح السياسي والوطني، يعتمد في مرتكزاته المنهجية والسياسية على مفهوم المواطنة. حيث أنه لا إصلاح سياسي بدون تطوير مفهوم المواطنة، وتوفير كل مقتضياتها ومتطلباتها في الفضاء الاجتماعي والوطني.
فالطريق إلى الإصلاح السياسي، يقتضي العمل على بلورة حقائق ومتطلبات المواطنة في الفضاء الاجتماعي والسياسي.