في كتابه "محنة العالم الثالث" يقدم الباحث رؤوف سعيد الحناوي مقاربة (سوسيو – معرفية) لواقع العالم الثالث في ظل التحديات الجارية وعلى أكثر من صعيد وفي أكثر من بلد عربي.
يبدأ الكاتب محنة العالم الثالث بسؤال بقدر ما تبدو الإجابة عنه بديهية بقدر ما تظهر صعبة ومعقدة عند الوقوف عليه، وهو: لماذا لا تزال شعوب العالم الثالث في آخر الصف؟
لماذا تتسع الفجوة بين هذه الشعوب ونظيراتها في الدول المتقدمة حضارياً وتقنياً واجتماعياً، بل على جميع الأصعدة دون استثناء؟ وهل العالم العربي هو الأسوأ من بين الدول الواقعة تحت هذا التصنيف؟
لا يكتفي الكاتب بهذا السؤال بل يقحم في أسئلة أخرى يبحث خلالها عن الأسباب، ويعيد النظر في المفاهيم السائدة (القوالب الجاهزة) ويقترح الحلول، ويتلمس النتائج ما يجعل من الكتاب تجربة بحثية متكاملة العناصر والأدوات تتعامل مع مفاهيم عصرنا، في خطوة إلى الأمام...
وفي هذا السياق قسم الكاتب عمله إلى ثلاثة فصول يقول فيها: سوف نوضح في الفصل الأول، مفهوم العالم الثالث، لكي نبيّن دور التاريخ في ما لحق بشعوب العالم من جور بسبب هذه التسمية، ومقدار ما يشوب فهم الناس لها من مغالطات وأخطاء، وبالأخص فهم العالم الغربي لها.
وفي الفصل الثاني، سوف نستعرض ما نعتقد بأنها الأسباب الجوهرية التي تضغط على سكان المناطق الواقعة في حزام ما أطلق عليه اسم العالم الثالث للبقاء خلف أسوار التسمية، في محاولة منّا لتشخيص العلّة علمياً، علّنا بعدها نستطيع إيجاد الحل، أو معرفة الطريق المؤدية إلى الحل.
أما الفصل الثالث، فهو لدعم وجهات النظر المتضمنة في الفصلين الأول والثاني إحصائياً، حسب المصادر العلمية المتوفرة...