"تعالي، اجلسي بقربي" تقول جدتي، وتضيف: "احملي هذه الطبشورة بيدك، والآن، أرسمي نقطة وركزي كل طاقتك على هذه النقطة الواحدة، فهي البداية والنهاية، هي سرة العالم".
وهكذا، تصف فوزية الراوي الدرس الأول لجدتها حول حرفة الرقص الشرقي القديمة، ويدور صدى أسرار جدتي عائداً في الذاكرة إلى هذه الجدة وهذه الفتاة الصغيرة، مردداً صدى الحركات الدائرية للرقص نفسه.
وضعت الراوي كتاباً رشيقاً وفريداً بطريقة أخاذة يدمج الذاكرة الشخصية مع تاريخ الرقص المعروف في الغرب باسم "رقصة هز البطن"، وكيفية النظر إليه. إنه قصة فتاة عربية صغيرة انتسبت إلى عالم النساء. وهو تاريخ الرقص منذ بداية الأزمنة ومروراً بزمن الفراعنة، والإمبراطورية الرومانية، والعالم العربي خلال القرون الثلاثة الأخيرة، هو بحث شخصي في تأثيرات الحركات الراقصة على الأجزاء الفردية من الجسم، والنفس والعقل والروح ككل. وهو دليل لأولئك الذين يندفعون فيضعون الكتاب جانباً ويشرعون بالتحرك، مستعينين بالتقنيات الحالية للرقص.
ولا تعرض الراوي في هذا الكتاب لتاريخ وتقنية رقصات الحزن والحداد، والحمل والولادة فحسب، بل أيضاً لروحية هذه الطقوس القديمة وإمكاناتها الشافية والمقوية لنساء اليوم.