“الجوامعية” ديمقراطية الإسلام حقاً وصدقاً. فالجامع كان أول مؤسسة برلمانية في التاريخ البشري، وأول منبر للصوت الحر المباشر من الجميع، رجالاً ونساءً، أغنياء وفقراء، بل وما سمي بالعبيد وحتى الأطفال، ليعلو صوت الحق ولو أمام سلطان جائر. فلا مزايدة على الإسلام فيما يسمى بالديمقراطية. وإذا كانت طبيعة العصر الراهن لا تسمح بالجوامعية المباشرة فإن مكوناتها تفسح المجال رحباً لكل أشكال الحريات السياسية من انتخاب الخليفة (الرئيس) إلى الاستفتاء العام. كما تستوعب ضرورات العصر في انتخاب الهيئة التشريعية، بل وتقوم الشورى على التسيير الجماعي لكل المؤسسات والهيئات الاقتصادية والاجتماعية، والإدارة الجماعية للمجتمع.

على تلك الأسس قام المجتمع الإسلامي في عهد الرسول والخلافة الراشدة. إنه النظام الجماعي والدولة الجامعية.

وهذا الكتاب دعوة إلى الفتاحة الثورية في سبيل الحرية والمساواة والعدالية التي دعا إليها كل الرسل والأنبياء والأديان الرسالية