تتميز أعمال (نيتشه) و(فوكو) بالسعي نحو اكتناه العلاقة بين المعرفة والسلطة ، ومحاولة الإجابة على السؤال الآتي : (ماهي القوى الفاعلة التي تتخفى وراء المعرفة وتستغلها ؟) . والذي تبين لهما أن المعرفة هي حيلة من حيل السلطة ، أو الإرادة ، تستخدمها بغرض توطيد موقعها . وكان نيتشه ، في الحقيقة ، هو أول من قلب علاقة الإرادة بالمعرفة بصورة جذرية ، وأول من شدد على اعتبارها رمزاً للسلطة ، بعد أن طمست كل مساءلة مرتابة أو نقدية بخصوص نزاهة المعرفة . ومن أعمال (نيتشه ) و (فوكو ) انطلقت مشاريع فكرية عدة لاكتشاف القوى المختلفة التي تتحكم في ظاهرة المعرفة ، وتسيرها لحسابها . وهذا الكتاب يسعى إلى أن يوضح كيف نشأت العلاقة بين المعرفة والسلطة ، وكيف تحالف العمل الثقافي مع العمل السياسي .