ابتسم بطرس وقال مندهشاً: كيف تقول هذا وأنت تفني حياتك هنا في هذه الغرفة وحيداً منفرداً. يا بطرس... العزلة الحقيقية هي عزلة القلب، فقد تكون وسط أهلك وأصدقائك معزولاً، وقد يمتلئ قلبك بالناس وأنت على قمة جبل. وفي الحقيقة أننا كلنا منعزلون بشكل أو بآخر. منفيون عن الوطن، منسيون في الخارج، غرباء عن الحياة، لأننا بعيدون عن قلوبنا، مختبئون في كهوف الخوف، نخشى أن نفقد ما نملك أو ما نعرف، أو ما نلمس ونتذوق... هل تقبل يا سيدي أن تصبح معلمي!! ألا تتذكر يا بطرس ما قلت لك في البداية... معلمك الحقيقي هو قلبك... وكل ما علينا هو أن نجلس معاً ونصغي. عاد بطرس إلى ضيعته عند المساء... وكان القمر وادعاً يفرش حزم النور على فتن الصخور والطريق الترابية بسخاء وفرح... وكان بطرس قد قرر في نفسه أن يزور الشيخ كل يوم مع خرافه ليستمع إليه ويصغي إلى قلبه".
"هنا الأنبياء يقتلون" قصة يحاول الكاتب من خلالها أن يتكشف عن الخلل الواقع في فهم الدين، وفي تلك الأفكار المتربية على سوء الفهم ذاك والتي أنتجت عادات وتقاليد سحقت الإنسان وآماله وجعلته يعيش في معزل عن جوهر دينه، وعن قلبه وعن حاضره ومتطلباته.

 

كتابة تعليق

انتبه: لم يتم تفعيل اكواد HTML !
    رديء           ممتاز
التحقق

هنا الانبياء يقتلون

  • دار النشر : الدار العربية للعلوم/لبنان
  • المؤلف : لطفي حداد
  • ISBN : 9953297266
  • عدد الصفحات : 109
  • سنة النشر : 2003
  • عدد المجلدات : 1
  • نوع الغلاف : غلاف
  • حالة التوفر : متوفر
  • الوزن : 0.00000000
  • الأبعاد : X 14.00000000 X 21.00000000
  • $3.00

  • السعر بدون ضريبة : $3.00