وهكذا ، إن المشكلة المطروحة هي فقدان اليقين الأخلاقي ، حيث أن الممارسة الفعلية للأخلاق تقتضي يقينا أخلاقيا تتأسس عليه . واليقين الأخلاقي هو إحساس ذاتي في الفرد بأنه يملك حقيقة ما هو فاضل ورذيل ، طيب وخبيث ن لائق وغير لائق : فهو قاعدة للأفعال الإنسانية ، وهكذا فأن فقدان اليقين الأخلاقي في مستوياته الفردية والجماعية ، هو الذي يبرر التفكير الفلسفي في المسألة الخلقية.
ولقد حاولت فلسفة الأخلاق عبر تاريخها أن تؤسس لهذه المشروعية المفقودة ، إما على إرادة إلهية تكون مصدرا متعاليا للقيم ، وإما على إرادة إنسانية حرة مسؤولة . ودار السؤال حول محورين : هل تعتبر الأخلاق طاقة كامنة في الذات الإنسانية ومنسجمة معها ، أم هي نتيجة تشريعات معينة تبنتها رسالات ذات طابع سماوي أم هي تشريعات فرضتها القوانين الاجتماعية التي تعاقب الإنسان على إيجادها وتفعيلها عبر مراحل تطوره.
يهدف هذا البحث الى العثور على اليقين الأخلاقي ، تمهيدا لتبني موقفا يرى أن الأخلاق التي لا تحقق إنسانية الإنسان ليست أخلاقا ولا تدخل في صميم الفعل الأخلاقي الذي يهدف إلى خلق حالة من الانسجام الطبيعي التوافقي بين الانسان من جهة وبين كل مساعيه في الوجود عبر الإيمان بالقيم الأخلاقية التي تجعل من الانسان أخلاقيا في معارفه وفي مساعيه وفي تعامله مع غيره وفي نظرته للحياة عموما.

كتابة تعليق

انتبه: لم يتم تفعيل اكواد HTML !
    رديء           ممتاز
التحقق

اسبينوزا / الفلسفة الاخلاقية

  • دار النشر : دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع
  • المؤلف : د. زيد عباس كريم
  • ISBN : 9789938286175
  • عدد الصفحات : 272
  • سنة النشر : 2008
  • عدد المجلدات : 1
  • نوع الغلاف : غلاف
  • حالة التوفر : متوفر
  • الوزن : 0.00000000
  • الأبعاد : X 14.00000000 X 21.00000000
  • $8.00

  • السعر بدون ضريبة : $8.00